صمود لا احراج

0 2

في ظل الظروف القاهرة التي يعيشها أهل غزة،والوصول إلى مرحلة تحت خط الجوع،كان لزاما أن تتحرك نخوة بعض الشعوب العربية،لتحمل زمام مبادرة كسر الحصار وتوصيل قوافل المساعدة،لم يكن هناك خيار آخر لدى شعوب المغرب العربي وعلى رأسها الشعب الجزائري،بعد التنديد والشجب والرفض العلني لآلة الابادة.منذ انطلاق القوافل وابواق تكسير العزائم تطلق العنان لنعيقها متهمة كل من انظم إلى القافلة بالساذج الذي يذهب إلى الموت بنفسه،ولعل الخطير في الموضوع هو تلك الأصوات التي رأت في القوافل المتجهة إلى معبر رفح على الحدود المصرية احرجا لدولة مصر!!!! بيد أن المسألة أعظم من أن تكون كذلك وإن كان النظام المصري متورط بشكل مباشر فيما يحدث وماحدث للغزاويين فإنه من غير المعقول أن يكون كل احفاد المعز لدين الله الفاطمي لهم نفس القناعة ونفس الرأي،ولا شك أنهم باركوا فكرة فك الحصار ولعل فيهم من ينتظر هناك لينظم الى جموع المتطوعين،ان غاية المتطوعون اكبر من ان تنحصر في احداث موقف محرج لنظام ما،خاصة اذا كان اتجاه هذا النظام واضح،ان غايتهم بدون شك هي احياء نفوس على شفا الموت جوعاً،هناك اصوات تؤكد أن المساعي فاشلة وقد أحرجوا  واتعبوا أنفسهم،ومصيرهم سيكون مثل مصير من كانوا على ظهر السفينة مادلين،وهناك من يؤكد أن تنوع  الجنسيات  للنشطاء لم يشفع لهم لدى جنود الاحتلال الذين ارعبوهم وتم تهجير عدد منهم الى بلدانهم مقيدين،يعني أنه لا داعي لكل هذه المحاولات.والحقيقة عكس ذلك قد لا تصل المساعدات ولا تدخل علبة حليب اطفال واحدة وربما يستمر سقوط الموتى جوعا،ولكن الاكيد أنهم سيرحلون وفي قلوبهم  ذلك الامتنان وربما حتى الدعاء لكل من حاول واجتهد في إنقاذهم من بين مخالب الجوع.مفيد القول ومختصره،

قوافل الصمود لغزة تعكس قوة الإرادة والتضامن بين الشعوب، وتؤكد على أهمية الوقوف مع بعضنا البعض في مواجهة التحديات،بعيدا عن حسابات بعض الأنظمة المتاجرة بالقيم والمبادئ حرصا على فرضية خلودها على كراسي الحكم

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار