الجزائر.. استقرار يُميّزها في خريطة الدول العربية

قطاع الكهرباء

0 4

في وقتٍ تشهد فيه عدة دول عربية أزمات متفاقمة في قطاع الكهرباء، تبرز الجزائر كإحدى الدول القليلة التي تتمتع باستقرار ملحوظ في منظومتها الكهربائية، حسب تقرير منصة الطاقة.

تبلغ القدرة المركبة لإنتاج الكهرباء في الجزائر نحو 27.33 ألف ميغاواط، في حين لا يتجاوز متوسط الاستهلاك اليومي 17 ألف ميغاواط، مع توقّعات بارتفاعه إلى ما بين 17.4 و17.7 ألف ميغاواط خلال ذروة فصل الصيف.

وتُعد الجزائر من أبرز المصدّرين الإقليميين للطاقة، إذ تزوّد تونس يوميًا بحوالي 500 ميغاواط من الكهرباء، بموجب اتفاق ثنائي لا يزال ساريًا حتى في فترات الذروة.

ويعتمد قطاع الكهرباء الجزائري بنسبة تقارب 99% على الغاز الطبيعي، ما يعزّز من استقراره، خاصة في ظل توفر الوقود، وتنفيذ برامج صيانة دورية خلال فصل الشتاء، وهو ما جعل الجزائر بمنأى عن الانقطاعات الكبرى خلال السنوات الأخيرة.

على النقيض، يعاني العراق من أزمة كهرباء متصاعدة، إذ يبلغ إنتاجه الحالي نحو 20 ألف ميغاواط، ومن المرجّح أن يتراجع إلى 16 ألفًا بسبب نقص إمدادات الغاز الإيراني، في حين يتجاوز الطلب خلال فصل الصيف حاجز 50 ألف ميغاواط، ما يؤدي إلى عجز يومي يفوق 27 ألف ميغاواط يُعالج من خلال القطع المبرمج.

وفي سوريا، لا يتجاوز الإنتاج 2600 ميغاواط، مقارنةً بحجم طلب يصل إلى 9 آلاف ميغاواط، وتعتمد البلاد بدرجة كبيرة على مولدات الديزل وأنظمة الطاقة الشمسية المنزلية، في ظل دمار واسع للبنية التحتية منذ عام 2011.

أما لبنان، فيُنتج بالكاد 2000 ميغاواط، رغم أن قدرته المركبة تتجاوز 3 آلاف ميغاواط، غير أن شُحّ الوقود يحدّ من الاستفادة منها، ما يؤدي إلى انقطاع الكهرباء لأكثر من 18 ساعة يوميًا، فيعتمد السكان بشكل كبير على المولدات الخاصة.

رغم الضغط المتزايد على قطاع الكهرباء، تُصرّ مصر رسميًا على أنها لن تلجأ إلى تخفيف الأحمال خلال صيف 2025. إلا أن مصادر تشير إلى أن تخفيفًا غير معلن للأحمال جرى خلال أسبوعين، لحين انتظام واردات الغاز من الكيان الصهيوني، والتي تصل حاليًا إلى مليار قدم مكعبة يوميًا.

تعتمد مصر بنسبة 82% على الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، إلا أن إنتاجها المحلي تراجع إلى نحو 4.2 مليارات قدم مكعبة يوميًا، في حين تشير التقديرات إلى أن الاستهلاك خلال فصل الصيف قد يصل إلى 7.6 مليارات قدم مكعبة يوميًا.

ولسد هذه الفجوة، تعاقدت وزارة البترول على 60 شحنة من الغاز المسال لتغطية احتياجات الصيف، إلى جانب نحو 40 شحنة لبقية العام، بالإضافة إلى واردات من المازوت تتراوح بين 2 و3 ملايين طن. وتشير التقديرات إلى أن تكلفة هذه الشحنات قد تصل إلى 5 مليارات دولار، تُسدَّد لاحقًا بعلاوة سعرية.

تواجه الكويت تحديات متراكمة في قطاع الكهرباء، فرغم أن القدرة المركبة تبلغ 20.5 غيغاواط، فإن ذروة الاستهلاك خلال الصيف قد تلامس 19 غيغاواط، مما يُشكل ضغطًا على الشبكة الوطنية.

وفي ظل تهالك عدد من المحطات القديمة، ورغم توقيع اتفاق لاستيراد الغاز من قطر، تُخطط وزارة الكهرباء لتطبيق تخفيف أحمال يتراوح بين ساعتين و4 ساعات يوميًا خلال أشهر الذروة، خاصة في جويلية و أوت.

خديجة.ل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار