كما كان متوقعا وجدت السفينة “مادلين”وما على ظهرها من متطوعين من يعترضها ويمنعها من كسر الحصار المفروض على غزة لتبقى المساعدات عالقة إلى أجال غير مسماة،بل أن اخر الاخبار تؤكد أن مصلحة السجون الإسرائيلية تتجهز لاستقبال معتقلي سفينة “مادلين”و خُصصوا لهم زنازين منفصلة في سجن “غفعون” بمدينة الرملة، وفق ما أفادت به صحيفة “يسرائيل هيوم”لتكون هذه الإجراءات بمثابة ترهيب لبقية قوافل المساعدة لكي تتراجع عن فكرتها وتعود من حيث اتت،ويتفرق المتطوعون وهم مطالبون بنسيان فكرة كسر الحصار خاصة وأن أبواب غفعون فتحت خصيصا لاستقبالهم.لا بد أن إسرائيل كانت تتبع مسار السفينة مادلين ولا بد أن من بين الإجراءات المتخذة هو قصف السفينة ونسفها في البحر بمن عليها،غير أنهم انتظروا اقترابها من هدفها لتحاصر وتطوق ويتم ترهيب المتطوعين الذين أبدوا شجاعة منقطعة النظير ،وهي رسالة قوية لبني صهيون بأن ما ينتظرهم لا يخيفهم.في الوقت الذي طوقت جنود المحتل السفينة،كانت هناك قوافل أخرى انطلقت من الجزائر وتونس في انتظار أن تكون هذه القوافل أسطول مساعدات من شأنه أن يبث الرعب في قلب المحتل والخونة،حتى لو لم يكتب لهم توصيلها فإن فكرة فك الحصار على الجوعى والموجوعين والخائفين هناك طيرت النوم من عيون النتن ياهو ومن ازلامه.ربما الأمر الذي عرقل فكرة نجاح و وصول قوافل الإغاثة إلى مستحقيها هو عدم التنسيق بين المتطوعين من كل الجنسيات ومن مختلف البلدان،ولعل التنسيق على مستوى الرسمي الذي يعطي الدعم والحماية يعد النقطة الابرز،غير أن عدد من الأنظمة العربية والغربية ممن انطلقت على أراضيها و بحارها السفن والقوافل لا تتطابق مع إرادة ورغبة المتطوعين،في حال وجود خطر الحصار أو الاعتقال كما حدث للسفينة مادلين.مختصر القول ومفيده من الضروري أن تحافظ الدول التي ينتمي إليها المتطوعون لكسر الحصار على غزة على هيبتها أو بقايا هيبتها في حال التعرض لنفس الموقف الذي تعرضت له السفينة مادلين وتحريك قنصلياتها لحماية من نذروا أنفسهم لنصرة وإنقاذ شعب أعزل ،تلبية لنداء الإنسانية،وذلك أقل ما يمكن أن تحفظ به ماء وجهها.