تنظم يوم تحسيسي توعوي لمكافحة الإدمان بالمؤسسات التربوية

في إطار جهودها الرامية إلى حماية التلاميذ من الآفات الاجتماعية التي تهدد مستقبلهم وسلامتهم، نظمت الفيدرالية الولائية لجمعيات أولياء التلاميذ بولاية سعيدة نصف يوم تحسيسي وتوعوي موسعا بمتوسطة المجاهد المتوفي بن عودة بن قدور، تحت شعار: “مخاطر الإدمان والمؤثرات العقلية في الوسط المدرسي”، وذلك بالتنسيق مع مديرية التربية، وبمشاركة فعّالة من مختلف القطاعات الأمنية، الصحية، الدينية والاجتماعية..

افتتح النشاط بمداخلات متعددة أكدت أن اختيار هذا الموضوع لم يأت من فراغ، بل نابع من وعي جماعي بخطورة انتشار ظاهرة الإدمان داخل الأوساط المدرسية. وتمحورت المناقشات حول أهمية الوقاية باعتبارها السبيل الأمثل لمجابهة هذه الآفة، مع التأكيد على دور الأسرة المحوري كخط الدفاع الأول في حماية أبنائها، والدعوة إلى تعبئة مجتمعية شاملة تدعم التلميذ في بيئته الأسرية والمدرسية.

في مداخلته، تطرق لخضر مسكين رئيس الفدرالية الى مخاطر الإدمان والمؤثرات العقلية والوقاية منها مركزا كثيرا على الاليات الاستراتيجية الوطنية لمجابهة هذه الظاهرة، كما تطرق الدكتور علاوي إلى الاستراتيجية الوطنية للوقاية من المخدرات، مشيرا إلى الدور الهام الذي يضطلع به المركز الوسيط لمعالجة حالات الإدمان بحي داودي موسى بسعيدة، والذي انطلق سنة 2010. وقد استقبل هذا المركز خلال سنة 2023 نحو 170 حالة، و153 حالة أخرى خلال عام 2024، حيث تم توجيهها إلى مراكز استشفائية متخصصة بالتنسيق مع مستشفيات سيدي الشحمي بوهران والبليدة.

من جهته، أكد السيد قروج مراد، ممثل الشؤون الدينية، على أن تعاطي المخدرات محرم شرعا لما فيه من إفساد للعقل والروح، مشددا على ضرورة تفعيل الدور التوعوي للمؤسسات الدينية في المدارس والمساجد. أما الأستاذ مالك عكاشة، فقد تناول في كلمته الجوانب القانونية لظاهرة الإدمان، منبها إلى أنها لم تعد مقتصرة على الشوارع، بل أصبحت تغزو المدارس والجامعات، ما يستدعي دق ناقوس الخطر وتكثيف الجهود المشتركة.

وشدد المتدخلون على أهمية سياسة عدم التستر تجاه الحالات المشبوهة، والدعوة إلى التبليغ المبكر كإجراء وقائي فعال، مع الاستمرار في تنظيم حملات التوعية داخل المؤسسات التعليمية وخارجها. وقد شهد النشاط تكريما خاصا من رئيس المؤسسة للمشاركين والداعمين، بينما توجهت مديرة التربية بالشكر والتقدير للفيدرالية الولائية على مساهمتها الفعالة في إنجاح هذه المبادرة.

اختتم اليوم التحسيسي بالإعلان عن برمجة حصة إذاعية مدرسية متخصصة في موضوع الإدمان، تهدف إلى نشر الوعي بين أوساط التلاميذ وأوليائهم، وتوسيع دائرة الحوار المجتمعي حول آليات الوقاية. كما دعت الفيدرالية إلى تعزيز التعاون بين الأسرة والمؤسسات التربوية والهيئات المختصة، وتنظيم دورات توعية دورية، وإشراك الأولياء والتلاميذ في النشاطات التحسيسية، إلى جانب إرساء خلايا يقظة داخل المدارس، وتشجيع الانخراط في المدارس القرآنية، والمساجد، والنوادي التربوية لترسيخ القيم الدينية والاجتماعية، وبناء شخصية متوازنة ومسؤولة لدى الناشئة.

ع. ج