تنتظر مديرية التنشيط في الوسط الجامعي لدى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن يتواصل جني ثمار الاهتمام المتزايد للدولة بالرياضة الجامعية, بعد إعطائها نفس جديد, وذلك بهدف استعادة أمجاد الرياضة في وسط هذا الصرح التعليمي الذي كان قبل 35 سنة, خزانا للرياضة الوطنية التي شرفت الجزائر في المحافل الدولية الكبرى سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.
ومن أجل هذا المسعى الطموح الذي بات مهما ويندرج ضمن إلتزامات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون ورغبته في إعادة بعث الأندية والجمعيات الرياضة في الوسط الجامعي مثلما كان الحال عليه سابقا, سطرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مخططا وطنيا واضح المعالم للوصول إلى ترقية الرياضة الجامعية والعمل على إشراك الاتحادية الجزائرية للرياضة الجامعية والمديريات الفرعية المكلفة بتنشيط الحياة الرياضية في الحرم الجامعي وكل مصالحه.
وسعيا وراء هذا المبتغى, وضعت مديرية التنشيط في الوسط الجامعي لدى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي برنامجا ينطلق من الرفع من نسبة عدد الطلبة الممارسين للرياضة الجامعية مع نهاية الموسم الدراسي الجاري من خلال مرافقة الجمعيات الرياضية المنخرطة من جهة, وحث جمعيات أخرى للحذو حذوها في سبيل ترقية الرياضة على مستوى هذا الطور التعليمي الهام.
وفي هذا الخصوص, قال نائب مدير التنشيط في الوسط الجامعي لدى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي, عز الدين ربيقة, في تصريح ل /وأج أنه “بهدف منح الرياضة الجامعية نفسا جديدا, تم خلال موسم 2023-2024, توحيد البرامج البيداغوجية للرياضة حيث اعتمدت إجراءات جديدة مكنتنا من الوصول إلى نسبة 12% أي 200.000 طالب جامعي ممارس للرياضة. وأملنا خلال السنة الدراسية الجارية (2024-2025) رفع هذه النسبة بشكل محسوس”.
وأضاف ”أحصينا على الورق تواجد 35 جمعية رياضية, لكن فعليا, كانت 25 منها فقط تنشط وهي التي تم وضعها بعد ذلك في البرنامج والمخطط الرئيسي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ثم إعادة برمجة هيكلتها, وفق قوانين وزارة الرياضة ثم مرافقتها من جديد للانخراط في الرابطات المتخصصة والسماح لها بخوض المنافسات الرسمية بشكل فعلي”.
ويبقى الهدف الاسمى لمديرية التنشيط في الوسط الجامعي خلال الموسم المقبل 2025 – 2026, هو تجسيد على أرض الواقع, سياستها الرامية إلى مرافقة المؤسسات الجامعية الـ 117 المحصاة على المستوى الوطني, بهدف استحداث جمعية رياضية واحدة على الأقل في كل مؤسسة.
وإلى جانب ذلك, فإن قانون الطالب الجامعي الذي جاء في شكل قرار وزاري رقم 205 بتاريخ 23 أكتوبر 2023, سمح باستقطاب عدد كبير من الطلبة لممارسة الرياضة لما توفر من مزايا بيداغوجية وخدماتية.
ومن وراء الاهتمام الكبير الذي توليه للرياضة الجامعية, تسعى السلطات العليا للبلاد لجعل منها قاطرة للحركة الرياضية الوطنية, وعنصرا هاما من عناصر التنمية الثقافية والاجتماعية. ويرى الملاحظون أن المدن الجامعية تزخر بمواهب شابة في شتى الرياضات, ويمكنها أن تمثل الجزائر في مختلف المحافل الرياضية على الصعيدين القاري والدولي, معتبرين أن المنافسات الجامعية كثيرا ما تكون بمثابة فضاء حقيقي للاستثمار في المواهب الشابة وتشجيعها وتثمين قدراتها وانتقاء أحسن الرياضيين.
وللرفع من شأن الرياضة الجامعية وطالبها وكذا إعطاء أهمية وأولوية لها والسماح باستعادة أمجادها, استحدثت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قانون الطالب الرياضي الجامعي الذي يمنح له عدة تحفيزات وينشطه في عدة اختصاصات داخل المؤسسات الجامعية ويوحد برامج البطولات الجامعية السنوية عند الاتحادية الوطنية للرياضة الجامعية.
هذا القانون حدد حقوق وواجبات الطالب الرياضي الجامعي ويتضمن تعريف الطالب الرياضي الجامعي وتصنيفه حسب ممارسة الرياضة في الوسط الجامعي والمشاركة في الألعاب الأولمبية والبطولات الوطنية والدولية أو كأس العالم في الاختصاصات الرياضية الفردية والجماعية إلى جانب العطل والتسهيلات التي يستفسد منها, والرعاية والتكفل التي يتلقاها الطالب الرياضي من المؤسسة الجامعية.
كما تم استحداث يوما وطنيا للرياضة الجامعية الموافق ل11 ديسمبر من كل سنة, بهدف أيضا إعادة الاعتبار على المستوى الوطني لهذه الرياضة التي كانت في الماضي خزانا يمون مختلف المنتخبات الوطنية بأفضل المواهب الرياضية.
وتبقى اللجنة الوزارية المكلفة بتطوير وترقية الرياضة الجامعية, متيقنة بأن الاهتمام الخاص الذي أضحت توليه السلطات العمومية للرياضة الجامعية سيعطي “نفسا جديدا وقويا” لها, فيما تلتزم الوزارة الوصية بمواصلة مرافقة الاتحادية الجامعية لتحقيق أهدافها بفضل منهجية مدروسة ومخطط موزون من شأنه أن يبدأ جني ثماره على المدى المتوسط.
ز.ر
