في أعالي جبال الأطلس التلي بولاية تيسمسيلت، تتربّع الحظيرة الوطنية لثنية الحدّ، أو كما يُطلق عليها السكان المحليون “جنة الأرز”، وهي أحد أهم المواقع البيئية في الجزائر وشمال إفريقيا. هذه الغابة الفريدة مرشحة اليوم لتكون ضمن برنامج “الإنسان والمحيط الحيوي” التابع لليونسكو، ما من شأنه أن يرفع من قيمتها البيئية والتنموية على حد سواء. شهدت الحظيرة مؤخرًا زيارة ميدانية نوعية من قبل ممثلة منظمة اليونسكو للمنطقة المغاربية، رفقة إطارات من المديرية العامة للغابات ومسؤولين محليين، بهدف تدعيم ملف الترشح. وقد شملت الجولة مناطق عدة مثل الشعبة، بني حيان، والشعايعية، حيث اطلع الوفد عن قرب على الجهود المبذولة لحماية الأنظمة البيئية وتعزيز الشراكة مع السكان المحليين . تغطي الحظيرة مساحة تُقدر بـ 3424 هكتارًا، وتتميز بتنوع بيولوجي نادر، خاصة لاحتضانها شجرة الأرز الأطلسي، إضافة إلى موقعها بين سلاسل جبلية متباينة مناخيًا، مما يمنحها خصوصية إيكولوجية فريدة . إلى جانب الأبعاد البيئية، تعرف الحظيرة انطلاق مشاريع سياحية بيئية تهدف إلى تثمين مواردها الطبيعية وتحقيق تنمية مستدامة. وإذا ما تم التصنيف ضمن برنامج المحميات الحيوية، ستكون “جنة الأرز” نموذجًا وطنيًا وعالميًا في التوازن بين حفظ الطبيعة والتنمية البشرية.
مغيث عابد