تعرف زراعة الخروب بقالمة تطورًا مستمرًا في السنوات الأخيرة بعد إدخال هذا الصنف ضمن مشروع الاقتصاد الغابي بالمناطق التي تتميز بمناخ ملائم لهذا النوع من الأشجار الغابية المثمرة وذات الفوائد الاقتصادية والبيئية الهامة. ويرجع هذا التطور إلى الدعم الذي تتلقاه محافظة الغابات بقالمة من الهيئات الوطنية والدولية التي تعني بشؤون الاقتصاد الغابي والبيئة وقضايا التغيرات المناخية.
وحسب المحافظة، فإن ولاية قالمة قد حصلت على برنامج وطني هام لتشجير ما لا يقل عن 600 هكتار بأشجار الخروب بمجموع 38 ألف شجيرة موزعة على 6 أقاليم بخمس بلديات ذات مناخ ملائم للخروب، وهي: نشماية، وعين بن بيضاء، وهليوبوليس، وادي فراغة، ومجاز الصفاء. وقد تم إنجاز 152 هكتارًا من هذا البرنامج الذي يمتد على عدة سنوات ويشمل المزيد من الأقاليم الملائمة لشجرة الخروب التي تنمو بالغابات القريبة من الساحل منذ عقود طويلة.
وقالت محافظة الغابات بقالمة إن هيئات متطوعة قد منحت هبات هامة من شجيرات الخروب تجاوزت 41 ألف شجيرة، بينها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بنحو 20 ألف شجيرة، والجمعية الوطنية للخروب بنحو 8 آلاف شجيرة، وشركة موبيليس بنحو 5 آلاف شجيرة، وشركة خاصة لتطوير وتصدير الخروب بتلمسان، وشركة فادير كو الجزائر بمجموع يتجاوز 8 آلاف شجيرة خروب.
وقد استفاد ما لا يقل عن 1000 شخص من الهبات المقدمة لولاية قالمة، حيث بدأ سكان الأقاليم الغابية ينخرطون في مشروع الاقتصاد الغابي ذي الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية. ويندرج مشروع الخروب بقالمة في إطار خارطة الطريق التي وضعتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لتعزيز التنوع البيولوجي للأصناف الغابية، حيث تقرر إدخال صنف الخروب إلى ولاية قالمة لما له من قيمة بيئية واقتصادية غذائية معتبرة.
ويعتمد برنامج الخروب بقالمة على تمويل الصندوق الوطني للتنمية الريفية وحملات التشجير التطوعية، وكذلك على اتفاقيات التعاون والشراكة مع الهيئات المختلفة.
عبد العزيز عواج