العدوان يتواصل والضمير الدولي غائب

فلسطين

0 6

 

 

إن حجم المعاناة الإنسانية الناتجة عن العدوان الصهيوني على غزة، طولكرم، نور شمس وجنين، يستدعي استجابة عاجلة من المجتمع الدولي. آلاف الأرواح مهددة، والوضع يزداد سوءًا مع تصاعد الهجمات. من الضروري اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين ووقف هذا العنف المستمر.

يجب على الأمم المتحدة وحكومات العالم والمنظمات الإنسانية أن تتحرك بسرعة لتقديم المساعدة للضحايا، والضغط على الكيان الصهيوني لوقف هجماته على الشعب الفلسطيني. إن احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني يجب أن يكون في صلب الاهتمام الدولي لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية.

منذ السابع من أكتوبر 2023، خلّف العدوان على قطاع غزة دمارًا واسعًا وحصيلة بشرية مأساوية، حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من 50,983، فيما وصل عدد الجرحى إلى 116,274، وهي أرقام تتزايد يومًا بعد يوم.

وفي موازاة ما يحدث في غزة، تتواصل الانتهاكات في طولكرم ونور شمس بالضفة الغربية المحتلة منذ عدة أشهر، من خلال هجمات صهيونية لا تتوقف. حيث تكثّف قوات الاحتلال انتشارها العسكري، وترسل تعزيزات لتنفيذ غارات جوية وبرية، ما أجبر آلاف المدنيين على الفرار من منازلهم. يعيش السكان أوضاعًا مأساوية، في ظل عنف يومي، وتدمير للبنى التحتية، وتحويل منازلهم إلى ثكنات عسكرية.

كذلك، يتواصل العدوان على جنين ومخيمها للاجئين منذ 84 يومًا، مخلفًا حصيلة مأساوية. فقد تم هدم وإحراق منازل، وتم تهجير أكثر من 21,000 شخص، من بينهم 6,000 في مدينة جنين. لا تزال الاقتحامات العسكرية مستمرة، يرافقها مداهمات واعتقالات وهجمات ضد المدنيين. العنف لا يُظهر أي بوادر للتراجع، مما يزيد من تفاقم الوضع الحرج الذي يعيشه النازحون والمدنيون الفلسطينيون.

لازاريني: الوضع في قطاع غزة جحيم يزداد سوءًا

في هذا السياق، وصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، الوضع في قطاع غزة بـ”الجحيم الذي يزداد سوءًا”، في ظل التدهور الدراماتيكي للظروف الإنسانية، بعد استئناف ما وصفه بـ”حرب الإبادة” التي تشنتها قوات الاحتلال. وأكد أنه ”لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة على الإطلاق”.

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول التركية، على هامش مشاركته في المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا، شدد لازاريني على أن سكان غزة ”يواجهون يوميًا: القصف الصهيوني، والمجاعة المتزايدة والشاملة، والأمراض، وظروف الحياة غير الصحية بشكل استثنائي”.

وطالب بفتح ”تحقيق دولي مستقل لمحاسبة المسؤولين أفعالهم”. وذكر لازاريني كلام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس: ”غزة أصبحت ساحة موت”. وأصر على أنه ”لا يوجد أي مكان آمن في غزة على الإطلاق”.

ووصف الفلسطينيين بأنهم في حالة حركة دائمة، مضطرين للإخلاء بشكل متتابع، في ظروف حياة ”تزداد كارثية”. كما حذر لازاريني من أن المساعدات الإنسانية قد نفدت تقريبًا في القطاع، حيث تم إغلاق نقاط الوصول منذ شهر، مما جعل توزيع المساعدات أمرًا مستحيلًا. ودعا مجددًا إلى ”رفع الحصار عن غزة، والدخول الفوري للمساعدات الإنسانية”، معبرًا عن أسفه لأن ”مرتكبي هذه الجرائم لا يزالون دون عقاب”.

رفض دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة تسبب في أزمة إنسانية كبيرة

من جانبها، صرحت مفوضة الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات والمساواة، حاجه لحبيب، بأن رفض الكيان الصهيوني السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة قد تسبب في أزمة إنسانية كبيرة، بينما تتراكم المساعدات خارج القطاع وتتعفن المواد الغذائية هناك. جاءت تصريحاتها أمس في بيان حول الوضع في غزة والضفة الغربية، قبل اجتماع وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ.

وأوضحت لحبيب أن هناك ثلاث أولويات عاجلة في غزة، حيث يواصل الكيان الصهيوني إبادة شعبها: استئناف وقف إطلاق النار، تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، والرد على الأزمة الإنسانية الناتجة عن منع وصول الإغاثة.وقالت: ”منذ أكثر من شهر، لم تدخل أي مساعدات إلى غزة. لا طعام، لا كهرباء، ولا حتى لقمة خبز”.

وأضافت: ”بينما تتكدس المخازن خارج غزة بالطعام، فإن الاحتياطيات تنفد داخل القطاع. الطعام يتعفن لأننا لا نستطيع دخول المنطقة. يُقتل أو يُصاب ما لا يقل عن 100 طفل يوميًا”.

كما أشارت إلى أن الاحتلال ”لم يسمح منذ فترة طويلة للبعثات الإنسانية بالدخول، ولا يوجد أي موظف دولي في غزة أو في الضفة الغربية”.

وأكدت لحبيب أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة يتدهور أيضًا. ”لقد أصبح التنقل القسري والعنف أمرًا طبيعيًا. لهذا نحن بحاجة إلى إجراء سياسي حاسم”، كما أضافت المفوضة.

 أطباء بلا حدود :الكيان الصهيوني ينفذ تطهيرًا عرقيًا ضد جميع جوانب الحياة في غزة

من جانبها، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن الكيان الصهيوني ينفذ تطهيرًا عرقيًا ضد جميع جوانب الحياة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن رائحة الموت ”تنتشر في كل مكان، لأن العقيدة العسكرية الإسرائيلية تقوم على مبدأ الانتقام العشوائي والآخذ بالثأر”.

وبحسب الموقع الرسمي للمنظمة، فقد صرحت مديرة مكتب الإعلام الإقليمي لمنظمة أطباء بلا حدود، إيناس أبو الخلف، في وقت متأخر من مساء أمس، ردًا على الهجوم الصاروخي الصهيوني الذي استهدف المستشفى المعمداني في شرق مدينة غزة صباح يوم الأحد.

وأكدت أبو الخلف أن السيناريو الذي يستهدف مستشفيات غزة ”يتكرر بعنف متزايد، مع رفض الادعاءات التي حاولت قوات الاحتلال ترويجها في الوقت نفسه”. وأكدت أنه ”لا يوجد مبرر لاستهداف المستشفيات بشكل عشوائي، والتي يحميها القانون الدولي الإنساني”.

وأشارت إلى أن الاحتلال ”يعبث بكل المعايير الأخلاقية والإنسانية”، ووصف ما يحدث بأنه ”حرب ضد جميع جوانب الحياة في قطاع غزة”.

إضافة إلى ذلك، أدان رئيس البرلمان العربي، محمد اليماحي، الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال عندما استهدفت بشكل مباشر مستشفى المعمداني في قطاع غزة، مما أدى إلى إغلاقه بالكامل، “في انتهاك صارخ” لجميع الاتفاقيات والمعايير الدولية، وعلى رأسها القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

وأكد رئيس البرلمان العربي في بيان صدر يوم أمس أن هذه الجريمة تمثل “فصلاً جديداً في سلسلة الجرائم والانتهاكات المنهجية التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، واستهدافاً متعمداً للمنشآت المدنية والطبية، بما في ذلك المستشفيات، التي تعد ملاذاً إنسانياً يجب عدم انتهاكه تحت أي ظرف من الظروف، متجاوزة جميع الخطوط الحمراء”.

البرلمان العربي:الصمت الدولي المستمر أعطى الضوء الأخضر لمواصلة حرب الإبادة

وحذر اليماحي من العواقب الخطيرة “للصمت الدولي المستمر بشأن هذه الجرائم، الذي أعطى الضوء الأخضر للاحتلال لمواصلة حربه في الإبادة، التي استمرت لأكثر من 19 شهراً، وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 170,000 شخص، بالإضافة إلى المفقودين، في خطة منهجية تهدف إلى تطهير الأرض من أهلها والقضاء على الوجود الفلسطيني”.

ودعا رئيس البرلمان العربي المجتمع الدولي، بكافة مؤسساته، بقيادة مجلس الأمن، ومنظمة الصحة العالمية، والبرلمانات الدولية والإقليمية، “لتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية والأخلاقية والتدخل بشكل عاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات الخطيرة، وهذه الجرائم البشعة، وحرب الإبادة ضد المدنيين الأبرياء، بما في ذلك الأطفال والنساء، والعمل على توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني والمنشآت الطبية في قطاع غزة”.

وأكد دعم البرلمان العربي الكامل للشعب الفلسطيني في نضاله العادل للحصول على حقوقه المشروعة، وعلى رأسها الحق في الحياة والحرية والكرامة. ودعا إلى محاسبة قادة الاحتلال “على هذه الجرائم، التي تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

الشؤون الخارجية: الهجوم على الرئيس الفرنسي هو هجوم ضد السلام وحل الدولتين

من جهة أخرى، أدانت وزارة الشؤون الخارجية والمغتربين الهجوم غير المبرر والتصريحات المهينة التي أدلى بها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وابنه ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إثر موقفه الأخير بشأن الاعتراف بدولة فلسطين.

وفي بيان صحفي صدر أمس، اعتبرت وزارة الشؤون الخارجية أن هذه التصريحات هي “اعتراف واضح” بالعداء المستمر من نتنياهو للسلام القائم على حل الدولتين، واستمرار رفضه للشرعية الدولية وتمسكه بالعنف والحلول العسكرية على حساب العملية السياسية.

وأكدت الدبلوماسية الفلسطينية أن هذا الهجوم يعكس “مرة أخرى جوهر السياسات الصهيونية القائمة على الإبادة الجماعية، والتهجير، والضم، ويكشف إصرار نتنياهو على عزل قطاع غزة عن الضفة الغربية بهدف تقويض أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية موحدة وذات سيادة”.

وأشارت وزارة الشؤون الخارجية إلى أن “هذه المواقف الاستعمارية يجب أن تدفع فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى تسريع الإجراءات نحو الاعتراف بدولة فلسطين، مما يسهم في حماية حل الدولتين وتحقيق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة”.

ك.ب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار