الزمن كفيل بعودة عجلة التنمية والمواطن شريك اجتماعي أساسي
" مصطفى نعامة " رئيس بلدية عين الملح بولاية المسيلة في حوار مع جريدة 'المغرب الأوسط'
-الزمن كفيل بعودة عجلة التنمية والمواطن شريك اجتماعي أساسي.
– هناك خطط لتطوير البنية التحتية وتلبية احتياجات السكان المتزايدة
– هدفنا الأساسي هو توسيع شبكة التهيئة الحضرية لتشمل كافة الأحياء، مع تحسين المرافق العامة والحد من العزلة بين المناطق المختلفة.
– بلديتنا لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدعم في شتى المجالات لتلبية احتياجات المواطنين.
حاوره: محمد محدادي
*بدايةً كيف تقيّم الوضع الحالي في بلدية عين الملح من حيث سير المشاريع التنموية والجهود المبذولة في تسيير المجلس البلدي؟
رغم التحديات المتعددة التي نواجهها في الوقت الراهن، سواء على الصعيد الإداري أو المالي، إضافة إلى النقص الكبير في عتاد الحضيرة، إلا أن المشاريع التنموية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف المرجوة. ورغم هذه الصعوبات، فإن التقدم العام في تنفيذ المشاريع يعكس جهودًا إيجابية تسعى إلى تجاوز العقبات. وفي هذا السياق، يبقى الهدف الأسمى خلال هذه العهدة الانتخابية هو العمل بجد وإصرار لتحسين ظروف المواطنين، مع التركيز على تنفيذ المشاريع التي تصب في خدمة المصلحة العامة في أقرب وقت ممكن.
*ما هي أبرز المشاريع التي تم إنجازها في مدينتكم والتي كان المواطنون ينتظرونها؟
خلال ثلاث سنوات من تولينا المسؤولية، تمكنا من تسجيل وتنفيذ عدد من المشاريع الهامة في مختلف القطاعات منها:
القطاع التربوي استفادت البلدية من عدة عمليات تشمل ترميم وبناء العديد من المدارس والمرافق التعليمية. أبرز هذه المشاريع كان إنشاء 4 مدارس ابتدائية جديدة، اثنان منهما اكتملت الأشغال بهما وهما تحت تصرف الوصاية، بينما اثنان آخران في طور الإنجاز. بالإضافة إلى إنجاز ملحقتين متوسطتين: ملحقة حي القدس وملحقة حي البساتين الشرقية. جاء هذا المشروع استجابة للضغط الكبير الذي تعاني منه بعض المؤسسات التعليمية، وهدفنا كان تقديم حلول فعلية لضمان انطلاق موسم دراسي هادئ ومستقر.
كما اهتممنا بتحسين الظروف المعيشية في مدارسنا، حيث قمنا بعمليات تهيئة وترميم جميع المدارس وتوزيع بعض التجهيزات لها،بالاضافة الى تزويد بعض المدارس بالغاز الطبيعي، ووفرنا حافلات للنقل المدرسي لتسهيل التنقل على التلاميذ، خصوصًا في الأحياء البعيدة.
القطاع الرياضي: تمكنا من إنشاء 5 ساحات لعب في بعض الأحياء، كما تم إعادة تأهيل الملعب البلدي ليصبح معشوشبًا. نأمل في المستقبل أن نواصل العمل على إنشاء ساحات لعب في كل حي، لتوفير أماكن آمنة ومناسبة للأطفال والشباب لممارسة الرياضة.
القطاع التجاري: تم إنجاز سوق جواري جديد للخضر والفواكه من أجل القضاء على التجارة الفوضوية بمركز البلدية وتطهيره من التجار الفوضويين .ونسعى كذلك الى انجاز أسوق فرعية في مختلف الاحياء التي تشهد كثافة سكانية كبيرة.
*مع التوسع السكاني الكبير في بلدية عين الملح، هل هناك خطط لتطوير البنية التحتية وتلبية احتياجات السكان المتزايدة؟
التوسع السكاني في بلدية عين الملح يشهد تسارعًا ملحوظًا، وهذا يتطلب منا بذل جهود مضاعفة في توفير الخدمات الضرورية للبنية التحتية. نحن نعمل على تحسين قطاع الإسكان بكل صيغ، وقد تم تسجيل بعض المشاريع السكنية التي تهدف إلى تلبية احتياجات المواطنين. بالإضافة إلى ذلك، نسعى لتطوير شبكة الطرق والمواصلات في المنطقة. كما نركز على توفير خدمات أخرى مثل المياه والكهرباء والصحة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الأحياء بحاجة ماسة لتحسين هذه الخدمات. التوسع السكاني يعني أن هناك ضغطًا إضافيًا على هذه الخدمات، ولذلك نعمل على تلبية احتياجات السكان بأقصى سرعة ممكنة.
كما سنقوم بإنجاز العديد من الفروع الإدارية في الأحياء الكبيرة، وحاليًا نقوم بإنجاز فرع بلدي في حي علي كافي. والحمد لله أيضًا يتم حاليًا إنجاز مستشفى لاستعجالات طبية، وهو مطلب طالما نادت به ساكنة عين الملح منذ سنوات طويلة. بالإضافة إلى إنجاز مشروع مستودع تخزين الحبوب، وذلك في إطار برنامج رئيس الجمهورية لتعزيز قدرات تخزين الحبوب على المستوى الوطني.
*في موضوع التهيئة الحضرية، كيف تقوم بلدية عين الملح بتطوير الأحياء وتحسين صورتها العامة؟
كما تعلمون، بلدية عين الملح كانت تعاني في الماضي من إهمال في تهيئة بعض الأحياء، لكن منذ تولينا مسؤولية إدارة المجلس البلدي، قمنا بوضع خطة شاملة لتحسين البنية التحتية. في بداية الأمر، بدأنا بتزفيت العديد من الأحياء مثل حي طريق البعايجية وحي لماجن، بالإضافة إلى تهيئة حي القدس حيث قمنا بتعبيد الطرق وتركيب الأرصفة. حاليًا، نعمل على تهيئة المدخل الشمالي للبلدية على مسافة 1400 متر، كما سنقوم بتهيئة حي أحمد زبانة.
وهدفنا الأساسي هو توسيع شبكة التهيئة الحضرية لتشمل كافة الأحياء، مع تحسين المرافق العامة والحد من العزلة بين المناطق المختلفة. كما قمنا بأشغال تجديد وإعادة الاعتبار لشبكة الإنارة العمومية عبر أحياء البلدية إلى المصابيح ذات الصمام الثنائي الباعث للضوء المعروفة برمز “LED”.
*هل هناك مشاريع أخرى تهتمون بها في مجال البيئة أو الصحة العامة أو غيرها؟
نعم، هناك العديد من المشاريع التي تركز على البيئة والصحة العامة. نحن نعمل على تحسين المساحات الخضراء في البلدية، حيث قمنا بتهيئة حديقة عمومية جديدة في المدخل الجنوبي، وقمنا بغرس حوالي 1000 شجرة في مناطق مختلفة من البلدية. كما نولي اهتمامًا خاصًا بتحسين خدمات المياه والكهرباء والصحة، وقد أطلقت مؤخرًا السلطات الولائية، وعلى رأسها والي الولاية، أشغال مشروع حفر 4 آبار ارتوازية في منطقة حقل معذر المجاهدين لتزويد البلدة بالمياه الصالحة للشرب. نأمل أن يسهم هذا المشروع في حل مشكلة المياه التي كانت تؤرق السكان لسنوات طويلة.
كما سنقوم بتهيئة قاعة سوق الفلاح القديمة وتحويلها إلى قاعة متعددة النشاطات لاحتضان مختلف الأنشطة على مستوى البلدية.
*مع كل هذه المشاريع الطموحة، هل تواجه بلدية عين الملح صعوبات معينة تحتاج إلى دعم من السلطات العليا؟
بالطبع، بالرغم من التقدم الذي حققناه، إلا أن بلديتنا لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدعم لتلبية احتياجات المواطنين. في الوقت الحالي، تظل أولوياتنا تتضمن بناء ثانويتين ومدرستين ومتوسطتين، إضافة إلى توسيع ملحقة القدس بإنشاء 6 أقسام، وتوسيع ملحقة البساتين الشرقية بإنشاء 4 أقسام، بهدف تخفيف الضغط الكبير على المؤسسات التعليمية، وهو مطلب ملحّ. كما نطالب بتهيئة الأحياء المتبقية في المدينة، وخاصة حي الورود الذي يعاني من نقص كامل في البنية التحتية مثل الكهرباء والغاز وشبكة المياه والصرف الصحي. نفس الوضع يعيشه حي بدة (القدس الغربية)، وحي المقسم، وحي طريوات الذي يعاني من غياب الغاز. بالإضافة إلى ذلك، يجب معالجة النقاط السوداء المتعلقة بمصب الصرف الصحي، الذي يشكل خطرًا بيئيًا على سكان حي المقسم، حي الشاطو، حي القدس الغربية، وحي الورود.
ومن بين مطالبنا الأخرى فك التجميد عن مشروع القاعة المتعددة الرياضات بـ500 مقعد، نظرًا لأن عين الملح هي بلدية كبيرة، إضافة إلى النمو السكاني فيها. نعتبر هذا المشروع من الأولويات، حيث يمتلك شباب عين الملح إمكانيات رياضية عالية. كما نطالب بتهيئة منطقة الأنشطة في المنطقة الصناعية، لما لها من أهمية كبيرة في توفير فرص الاستثمار لحاملي المشاريع وتشغيل الشباب العاطل عن العمل.
كما نطالب باقتناء شاحنة أو شاحنتين مخصصتين لرفع النفايات المنزلية، حيث لا تمتلك البلدية سوى شاحنتين قديمتين وغير كافيتين لتغطية جميع الأحياء. وأخيرًا، نؤكد على ضرورة تجسيد مشروع المحطة البرية لنقل المسافرين، وهو من المطالب الأساسية لدائرتنا.
* في الختام، ما هي رؤيتكم المستقبلية لبلدية عين الملح؟
رؤيتنا لبلدية عين الملح هي جعلها واحدة من أفضل البلديات في ولاية المسيلة من حيث التطور والنمو المستدام. نطمح إلى توفير بنية تحتية متكاملة، وتحسين الخدمات العامة في جميع القطاعات، سواء التعليم، أو الصحة، أو الرياضة، أو شبكة الطرقات،أو غيرها. نريد أن نوفر بيئة حياة أفضل للمواطنين، ونحسن ظروف العمل والعيش في البلدية. نعمل على تعزيز الشراكات مع السلطات المحلية والإقليمية لتحقيق هذه الأهداف، ونأمل أن نواصل في المستقبل القريب تحقيق المزيد من المشاريع التي تصب في مصلحة المواطنين وتلبي احتياجاتهم المتزايدة.