تجنّد كلي لإنجاح الحملة الاستدراكية لتنظيف الأودية والبالوعات ببومرداس
والي الولاية تسدي تعليمات صارمة من أجل اتخاذ التدابير الفورية والاستعجالية
أسدت والي بومرداس فوزية نعامة، تعليمات صارمة، من أجل الحرص على اتخاذ التدابير الفورية والاستعجالية، للوقاية من أخطار التقلبات الجوية (تنقية البالوعات والوديان لتسريح مجاري المياه)، وتفعيل خلية التدخل عند أي نشرية جوية، من خلال تسريح وتجنيد كل الوسائل وبرمجة عمليات استدراكية واستعجالية لنظافة وتهيئة المحيط.
أمرت والي بومرداس، بعد زيارة عمل وتفقد على مستوى بعض بلديات الولاية، بتنظيف مخلفات الأمطار واتخاذ كامل التدابير الوقائية، وتشكيل لجنة تتكون من الأشغال العمومية ومصالح الدوائر والبلديات للوقوف على مشكل تسريب مياه الأمطار وتسريح وتنظيف البالوعات، تفاديا لوقوع فيضانات وتدفق للمياه وأعطت الوالي تعليمات للقضاء على النفايات وتفادي الفيضانات، خصوصا في المناطق التي تعرف بارتفاع منسوب مياهها مع تهاطل الأمطار، والمعرضة للفيضانات.
طالبت والي ولاية بومرداس نعامة فوزية، المدراء المعنيين ورؤساء الدوائر والبلديات ومسؤولي الهياكل المكلفة بتسيير الخدمة العمومية إلى مباشرة صيانة وتنظيف شبكات التطهير والمنشآت الملحقة بها على غرار البالوعات ومجاري مياه الأمطار ومحطات تصريف المياه المستعملة، مشددة في نفس الوقت على التأكد من السير الحسن للتجهيزات الكهربائية والميكانيكية المائية والميكانيكية الكهربائية لمحطات تصريف المياه المستعملة.
أما من الجانب التنظيمي فقد دعت الوالي فوزية نعامة، مسيري الخدمة العمومية، بتوفير وسائل التدخل البشرية منها والمادية من أجل مواجهة احتمال وقوع فيضانات، مؤكدا أن الأمر يتعلق بتعزيز أوقات العمل وتحيين جرد النقاط السوداء وتحديد المواقع من أجل الاستعداد المسبق لفرق التدخل وإعادة تفعيل فريق عمل الديوان الوطني للتطهير ووفق ذات المسؤول فإن القيام بهذه الإجراءات سيقلص بشكل ملموس من حجم الخسائر التي قد تنجم عن الفيضانات بسبب الأمطار الموسمية الأولى لفصل الخريف التي تتميز أحيانا بغزارتها.
تنقية الأودية والبالوعات من النفايات الصلبة والأتربة
أكدت الوالي، نعامة فوزية، أن ولاية بومرداس اتخذت بعض الإجراءات الاحترازية من خلال الانطلاق في تنفيذ برنامج لحمايتها من الفيضانات ولهذا الغرض جندنا المؤسسات لتنقية الأودية والبالوعات من النفايات الصلبة والأتربة، مشيرة إلى أنّ مصالحها قد وجهت تعليمات لجميع الدوائر لمتابعة عمليات التنظيف تحسبا لموسم الأمطار ووقفت الوالي، على التجاوزات والمخالفات المرتكبة من طرف أصحاب هذه النشاطات المتمثلة في الرمي العشوائي للمواد الصلبة على حواف الوادي وعرض مواد البناء على ضفافه بشكل يحول دون تمكين الآليات المخصصة في تسريح الوديان من أداء عملها بالرغم من توجيه عدة إعذارات لهم بعدم وضع المعروضات على حواف الوادي وعليه، أسدت الوالي ، تعليمات لاتخاذ تدابير ردعية صارمة ضد أصحاب هاته النشاطات.
بومرداس مؤمنة من الفيضانات بفضل المنشآت الكبرى
وأفادت، نعامة فوزية، بأن أغلب البلديات قد شرعت في عمليات تهيئة الوديان وتنقية البالوعات وصيانتها، وترميم الحفر وإصلاح الطرق، لاجتناب حدوث أي كوارث وفيضانات أو انزلاقات بفعل تهاطل الأمطار وأكدت أن بومرداس مؤمنة من الفيضانات بفضل المنشآت الكبرى التي تعمل على تجسيدها لتفادي الكوارث الطبيعية، كما تلقى رؤساء الدوائر و المديرين التنفيذيين بالولاية، تعليمات خاصة ، من أجل تحيين مخططات التدخل للتخفيف من الأخطار المترتبة عن الفيضانات، خاصة الناجمة عن سوء الأحوال الجوية من خلال التساقط الكثيف و المفاجئ للمياه الذي ينجر عنه فيضان الوديان ما يشكل خطرا محدقا بالمواطنين عبر مختلف البلديات وجاءت التعليمات الصادرة عن مصالح والي ولاية بومرداس، وقد أعطيت هذه التعليمات لرؤساء الدوائر قصد التنسيق مع رؤساء المجالس الشعبية البلدية من أجل الحرص على استلام بعض الأشغال المستعجلة، على غرار الطرقات الولائية والبلدية، إضافة إلى تلك المؤدية إلى مختلف القرى و التجمعات السكنية، قصد تعجيل المقاولين لتسليمها، و السماح باستغلالها خلال فترة الشتاء، لتخليص السكان من معاناة الطرقات المتردية، و المغمورة بالأوحال.
ضرورة تفعيل دور خلايا اليقظة والرصد المحلية قصد التنبؤ بمختلف الكوارث
كما تضمنت التعليمات شق يتعلق بضرورة تبليغ “الأميار” بضرورة تفعيل دور خلايا اليقظة و الرصد المحلية، قصد التنبؤ بمختلف الكوارث، خاصة خطر فيضان الأودية بمختلف مناطق البلدية، خاصة تلك المتعودة على التسبب في أضرار فادحة في منازل وممتلكات السكان والفلاحين، قصد اتخاذ الإجراءات الاستعجالية، من خلال رصد مبالغ مالية من ميزانية البلديات، أو الولاية عندما يتطلب الأمر ذلك، إضافة إلى ضرورة تصليح شبكات الصرف الصحي وتسريح البالوعات، مع ضرورة تحسيس المواطنين بتفادي الرمي بالقرب منها، سواء الفضلات الهامدة، أو تلك الناجمة عن أشغال البناء، مع صيانتها بشكل دوري، خاصة خلال الفترة الحالية.
وطالب من خلال تعليمات أسداها للمعنيين، بمباشرة التدخل على مستوى كل النقاط السوداء المحصاة من طرف البلديات، بتنظيف البالوعات والمجمعات المائية وقنوات الربط الخاصة بها، وجهر الأودية والشعاب، وإجلاء المخلفات الناتجة عنها إلى الأماكن المخصصة لذلك، إلى جانب تنظيف ورفع المخلفات المرمية بصفة عشوائية على مستوى الأحياء، وبالقرب من نقاط تصريف المياه، خصوصا النفايات الهامدة، وكذا تنقية وتنظيف حواف الطرق، ونزع الحشائش، وتقليم الأشجار المتواجدة على مستواها، مع رفع كل المخلفات إلى الأماكن المخصصة له والتأكد من جاهزية الإمكانيات المادية والبشرية المخصصة للتدخل في حال تسجيل حدوث فيضانات، وإحصائها.
والأكثر من ذلك، شدد على ضرورة ردع كل السلوكات التي من شأنها التسبب في الفيضانات، خاصة منها الرمي العشوائي للنفايات على مستوى الشعاب والوديان والمجمعات المائية، مع تبنّي الحملات التحسيسية، والنشاطات التوعوية الجوارية؛ من أجل تمكين المواطنين من اكتساب المعارف الضرورية حول التدابير الاحترازية والوقائية، الواجب اتباعها قبل وأثناء وقوع التقلبات الجوية.
وقد حولت مديرية الاشغال العمومية رفقة الديوان الوطني للتطهير ضفاف الاودية وشوارع مدينة بومرداس إلى ورشات مفتوحة على الأشغال لإعادة تنظيفها وتنقيتها تحسبا لحلول موسم الخريف الذي عادة ما يكون مصحوب بالأمطار الرعدية.
حملة تنظيف واسعة النطاق
بحيث أطلقت مصالح الولاية عبر كافة بلدياتها حملة تنظيف واسعة النطاق، أين تم القيام بتنظيف وتنقية البالوعات والمجاري المائية، ورفع النفايات الصلبة، الكنس، تنقية وتسريح مجاري مياه الأمطار، وهذا على مستوى شوارع وممرات الأحياء السكنية، والطرقات من جهتها قامت مؤسسة مادينات بعملية التحسيس بعدم رمي النفايات والأوساخ بشكل عشوائي بالمجاري المائية وقرب بالوعات الصرف الصحي والأودية المحاذية للطرق والمباني، قصد الإبقاء على نظافة هذه الامكان لتفادي انسدادها مع تساقط الأمطار بحيث قام أعوان الديوان الوطني للتطهير بمركز بومرداس بعملية تنظيف وقائي للبالوعات والمجاري المائية بوسط مدينة بومرداس، كما تدخل ايضا الاعوان بتنقية وتسريح المشعبات على مستوى حي لابطروس و واد ططاريق وببلدية يسر كانت التدخلات للفرق اليدوية على مستوى وسط المدينة لتنقية و تسريح المجاري المائية في حين قام عمال الديوان الوطني للتطهير بتنقية البالوعات وإزالة التربة والنفايات على مستوى المدينة الجديدة ببلدية دلس كما تمت عملية تسريح المشعبات بحي الكوس بذات البلدية.
كما تدخل أعوان مركز بغلية للقيام بعملية تنظيف وإزالة الاتربة للمشاعب والبالوعات ومجاري مياه الأمطار بمقر بلدية تاورقة، وبمنطقة بوقصيعة بذات البلدية ومديرية الاشغال العمومية هي الأخرى قامت بعملية تنقية الاودية من كل المخلفات وازالة التربة و تنقية و تنظيف للمعابر الأرضية لمياه الامطار على مستوى الطريق الوطني رقم 05أ والطريق الاجتنابي لقورصو بالإضافة إلى تنقية المجاري المائية المؤدية نحو واد قورصو على مستوى محول الطريق الوطني رقم 05أ و الطريق الاجتنابي لبومرداس.
وتجدر الاشارة أنه تم تنصيب اللجنة الولائية المكلفة بمتابعة المخطط الولائي للتدخل و للوقاية من التقلبات الجوية من طرف السيدة الوالي قصد المتابعة الدورية لكل العمليات الميدانية التي تقوم بها المصالح المختصة مع العمل على تسخير كافة الوسائل المادية والبشرية للعمل وفق المخطط الولائي للتدخل بشكل فعال.
ويلعب مشكل انسداد البالوعات دروا هاما في حدوث الفيضانات، حيث يساهم المواطنون بتصرفاتهم الخاطئة بشكل كبير، في وقوع حالات تجمع المياه بالعديد من النقاط، وتسربها على الطوابق الأرضية، كرمي مخلفات البناء، وهو ما يجعل مصالح البلديات تقوم برفع درجة التحضير والحيطة في فصل الشتاء، عن طريق تنقية بالوعات صرف مياه الأمطار، وقد لاحظنا في عدة بلديات استمرار هذه العملية، فيما انتهت العديد من البلديات.
كما يطرح مسؤول بمديرية الموارد المائية بولاية بومرداس، مشكل سرقة الأغطية المعدنية للبالوعات، حيث أوضح أن هذه الظاهرة تؤثر كثيرا على عملية صرف مياه الأمطار، خاصة عندما تمتلئ بالردوم والأتربة، بالتالي تصعب عملية تنقيتها، وقد لاحظنا ببلدية الثنية مثلا أن عددا هائلا من البالوعات خالية من الأغطية، وتوجد بعدة محاور، وبالقرب من مؤسسات عمومية، حيث شاهدنا بالقرب من مدخليها الاثنين بالوعات عميقة، مفتوحة على كل المخاطر ولا تقتصر ظاهرة سرقة أغطية البالوعات بالطرق البلدية، بل تعدتها إلى الطرق السريعة، مثلما هو مسجل على مستوى الطريق الرابط بين برج منايل والعاصمة، وفي هذا الصدد، أوضح ذات المسؤول ،أن سارقي أغطية البالوعات، صاروا يتفننون في السطو على هذه الممتلكات العمومية، فمنهم من يستغل مركبات نفعية مغطاة، يتم إحداث فوهة كبيرة بحجم البالوعة في أسفل المركبة التي يتم ركنها على مستوى البالوعة، متظاهرين بإصلاحها، ليقوموا برفعها من الداخل، دون أن يتفطن لهم أحد، وللتخفيف من هذه الظاهرة تقوم مديرية الأشغال العمومية بالطرق التابعة لها بتلحيم الأغطية في مكانها، لمنع الاستيلاء عليها.
مشكل نقص التحسيس وغياب الردع من أكبر العوائق
ويبقى مشكل نقص التحسيس وغياب الردع من أكبر العوائق التي تحول دون تكوين مواطن يتحلى بالوعي الحضاري والحس المدني ورغم هذه السلبيات التي تمس المحيط والممتلكات العمومية، فإن الإستراتيجية التي تعتمدها مصالح ولاية بومرداس، تركز أولا على ضرورة تجسيد المشاريع ذات الصلة بالقطاع، والتي تخصص لها الدولة مبالغ ضخمة، لكي لا تكون هناك حجة للمواطن، وقد بدأ هذا التوجه يعطي ثماره في الميدان، لكن ذلك غير كاف، مثلما يلاحظ بالنسبة لتزيين المحيط، إذ لم يكن المواطنون يقتنعون بأن المساحات الخضراء والورود التي تزين بعض المحاور ستعمر طويلا، لكن ما حدث كان العكس، وفي هذا الصدد ذكر المتحدث أن تصرفات الناس بدأت تتحسن وصارت عندهم غيرة على الممتلكات العمومية، بدليل عمليات التبليغ عن مختلف التجاوزات، وأنه مع مرور الزمن تتحسن الأمور أكثر ويبقى مشكل نقص التحسيس وغياب الردع من أكبر العوائق التي تحول دون تكوين مواطن يتحلى بالوعي الحضاري والحس المدني، ويشارك بصفة مباشرة في تسيير المحيط والحفاظ على وجه المدن.