منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة في أكتوبر 2023، تدهورت الوضعية في فلسطين بشكل كبير. وصل عدد الضحايا، ومعظمهم من المدنيين، إلى أرقام مأساوية، حيث سقط الآلاف من الشهداء والجرحى ولا يزال العديد من السكان تحت الأنقاض.
تستمر الهجمات الصهيونية، مستهدفة المناطق المدنية، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين. كما تزايدت أعمال عنف المستوطنين، مع مصادرة الأراضي الفلسطينية وتوسيع المستوطنات، مما يعمق الأزمة الإنسانية. في هذا السياق، تتزايد الدعوات لحماية دولية وتدخل لوقف العنف، في حين تبقى المجتمع الدولي منقسماً إلى حد كبير.
أعلنت مصادر طبية أمس الأحد أن حصيلة الشهداء في قطاع غزة قد ارتفعت إلى أكثر من 45.805 شهيدًا، معظمهم من الأطفال والنساء، منذ بداية العدوان الاحتلالي في 7 أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر نفسها أن الحصيلة قد ارتفعت إلى 109.064 قتيلًا منذ بداية العدوان، بينما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت ما لا يقل عن 5 مجازر ضد عائلات في قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل 88 مواطنًا وإصابة 208 آخرين في الساعات الـ24 الأخيرة. وتجدر الإشارة إلى أن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وعلى الطرقات، وأن سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني لا تستطيع الوصول إليهم.
1.6612انتهاكًا ضد المواطنين وممتلكاتهم في مختلف المحافظات في 2024
وفي نفس السياق، أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان يوم أمس أن الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال والمستوطنون وصلت إلى مستوى قياسي في 2024. وأشارت الهيئة إلى أن عدد هذه الانتهاكات بلغ 1.6612 ضد المواطنين وممتلكاتهم في مختلف المحافظات. وقال مدير الهيئة، الوزير مؤيد شعبان، خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر الهيئة إن “جيش الاحتلال ارتكب 1.3641 انتهاكًا، بينما ارتكب المستوطنون 2.971 انتهاكًا”.
إقامة 51 بؤرة استيطانية جديدة
أفاد الوزير بأن “10 مواطنين استشهدوا خلال العام الماضي على يد المستوطنين، الذين تسببوا في 373 حريقًا في الممتلكات والمزارع في محافظات نابلس، رام الله، جنين، وطولكرم، بالإضافة إلى 451 انتهاكًا أدى إلى اقتلاع وتدمير وإتلاف 1.4212 شجرة، من بينها 1.0459 شجرة زيتون”.
وبحسب الهيئة، فقد قام المستوطنون بإقامة “51 نقطة استيطانية جديدة، بما في ذلك 36 نقطة استيطانية زراعية في مدن رام الله، البيرة، بيت لحم، الخليل، نابلس، القدس، طوباس، أريحا، سلفيت، وطولكرم”.
أكثر من 770.000 مستوطن في 180 مستوطنة و256 بؤرة
أبرز شعبان أن عدد المستوطنين “وصل إلى 770.420 مستوطنًا في 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية حتى نهاية 2024.
وقد اعترفت دولة الاحتلال نفسها في 2024 بأنها دولة “عنصرية” في العالم، مظهرة قناعها البغيض، الملطخ بالدماء والتطرف والعنصرية، ولم تكتفِ بذلك، بل تحولت إلى آلة متنقلة لا تشبع من القتل والسرقة والضغط على رقاب المواطنين
903 عمليات هدم للمرافق و939 إشعارًا آخر بالدمار
وأشار مدير الهيئة إلى أن “السلطات الاحتلالية أصدرت العام الماضي 903 إشعارات بهدم منشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص، مركزة بشكل رئيسي في محافظة الخليل حيث تم إصدار 180 إشعارًا، وفي محافظة أريحا ووادي الأردن 140 إشعارًا، ثم محافظة بيت لحم بـ 126 إشعارًا”.
كما أضاف أنه “في عام 2024، نفذت سلطات الاحتلال إجمالي 684 عملية هدم، تم خلالها تدمير 903 منشآت في الضفة الغربية، بما في ذلك مدينة القدس، وتأثرت 4332 شخصًا، منهم 2.320 طفلًا.
الاستيلاء على أكثر من 46.000 دونمًا والموافقة على بناء 8.800 وحدة استيطانية
فيما يتعلق بالتوسع الاستيطاني، صرح شعبان أن سلطات الاحتلال “قد استولت في العام الماضي على 4.6597 دونمًا بموجب الأوامر العسكرية التي أصدرتها، بما في ذلك 35 أمرًا بالاستيلاء على حوالي 1.073 دونمًا لإنشاء 12 منطقة عزل حول المستوطنات، و5 أوامر ‘استيلاء’ أدت إلى الاستيلاء على حوالي 803 دونمات، و8 قرارات إعلان أراضي دولة تستهدف 24.597 دونمًا، و6 أوامر لتعديل حدود محمية طبيعية بموجبها استولت سلطات الاحتلال على حوالي 20 ألف دونما”.
وأضاف أن هذه اللجان درست “من خلال الخطط إنشاء 23.461 وحدة استيطانية، وأسفرت عن الموافقة على بناء 8.800 وحدة استيطانية جديدة، وإيداع إجمالي 14.661 وحدة استيطانية للموافقة اللاحقة، وهذه الخطط استهدفت إجمالي 1.4982 دونمًا من أراضي المواطنين”.
استشهاد 82 مواطنًا في محافظة القدس
من جهة أخرى، وثقت محافظة القدس “استشهاد 82 مواطنًا وجرح 296 آخرين برصاص حي ورصاص مطاطي، منذ بداية العدوان الشامل للاحتلال ضد شعبنا في 7 أكتوبر 2023، وحتى نهاية العام الماضي”.
وأفادت المحافظة في الإحصائيات التي نشرتها وحدة العلاقات العامة والإعلام، أنه “تم تسجيل 2.060 حالة اعتقال في المحافظة، وأصدرت سلطات الاحتلال 479 حكمًا بالسجن الفعلي ضد معتقلين من المحافظة، و116 قرارًا بالإقامة الجبرية، بالإضافة إلى إصدار 11 قرارًا بحظر السفر و127 قرارًا بالطرد من مدينة القدس”. كما وثقت المحافظة اقتحام 69.017 مستوطنًا للمسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى 439 عملية هدم وتدمير للمنازل والمنشآت بواسطة الجرافات.
تدمير 815 مسجدًا و 3 كنائس في مدينة غزة
من جهة أخرى، نشر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أمس تقريرًا خاصًا حول انتهاكات المواقع الإسلامية والمسيحية من قبل الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة في عام 2024.
في تقريره، ذكر وزارة الأوقاف أن الاحتلال، خلال عدوانه المستمر على قطاع غزة منذ بداية العام الماضي، “دمر 815 مسجدًا بالكامل، 151 مسجدًا جزئيًا، ودمر 19 مقبرة، منتهكًا قدسيتها عبر الهجوم عليها، وغسل قبورها، واستخراج الجثث، واستهداف وتدمير 3 كنائس في مدينة غزة”.
256 اقتحامًا للمسجد الأقصى خلال العام الماضي
وأضاف أن الاحتلال قد هاجم المسجد الأقصى، حيث سمح لعصابات المستوطنين الإرهابيين باقتحام وتدنيس ساحاته ومساجده عبر 256 اقتحامًا خلال العام الماضي، حيث مارس المستوطنون طقوسًا تلمودية أصبحت تُمارس يوميًا، مثل السجود الملحمي الذي بدأ في 13 أغسطس 2024، حيث قام عضو الكنيست موشيه فغلين بأداء هذا السجود لأول مرة، بالإضافة إلى العزف على البوق وارتداء ملابس الصلاة لإظهار ممارستهم بوضوح داخل الأقصى، وهي ممارسات تتم في مكان وزمان معينين في استعراض واضح للانقسام الزماني والمكاني، وكل ذلك تحت إشراف وحماية شرطة الاحتلال التي تمنع دائمًا حراس المسجد من مراقبة تصرفات أعضاء الطائفة خلال اقتحاماتهم للمساجد.
وأضاف أن ما يسمى بـ “جماعات الهيكل” سهلت احتفالات رأس السنة العبرية للمستوطنين داخل المسجد الأقصى العام الماضي، وأن “نشطاء جبل الهيكل” حرضوا على حرق المسجد الأقصى بنشر فيديو يظهر حرق المسجد الأقصى مع تعليق يقول: “قريبًا”.
لإحياء ما يسمى بخراب الهيكل، احتفل المستوطنون لأول مرة بالطقوس الجماعية في المنطقة الغربية أمام قبة الصخرة، بينما يتم التعامل مع المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى على أنها “كنيس” غير معلن.
674 انتهاكًا للمسجد الإبراهيمي
وأوضح الوزارة في تقريره أن “الإرهابي بن غفير قد اقتحم الأقصى مدعومًا من حكومته اليمينية المتطرفة، 7 مرات منذ توليه منصبه، و4 مرات منذ بداية الحرب على غزة، وأصدر عددًا من التصريحات اليمينية المتطرفة التي هدد فيها بإنشاء كنيس في المسجد الأقصى في إشارة إلى السيطرة عليه. كما عمل على تعزيز الوجود اليهودي في الأقصى من خلال تقديم الدعم الحكومي له وتوفير غطاء قانوني”.وفيما يتعلق بمسجد الإبراهيمي، قالت الوزارة إن قوات الاحتلال مارست انتهاكاتها اليومية، سواء عبر منع رفع الآذان أو إغلاق المسجد 10 مرات منذ بداية العام، مشيرة إلى أن “674 انتهاكًا قد تم ارتكابها”، بما في ذلك تقييد المسلمين ومنعهم من الوصول إلى المسجد.
وأشار التقرير إلى أن عدد المصلين في الحرم الإبراهيمي في 2024 “بلغ 236.530” فقط، ويعتبر هذا العدد “أقل من المتوقع بسبب الإجراءات الصارمة التي فرضها الاحتلال، بما في ذلك إغلاق مداخل الحرم منذ 7 أكتوبر 2023، مما أعاق وصول عدد كبير من المصلين”.
20مسجدا في مناطق مختلفة من الضفة الغربية يتعرض للهجوم في عام 2024
خلال العام، اقتحم 3.381 جنديًا صهيونيًا مسجد الإبراهيمي، في انتهاك صارخ لقدسية المكان الديني واستفزاز مشاعر المسلمين. وقد كثف الاحتلال نقاط التفتيش حول الحرم، مغلقًا جميع مداخله وترك باب السوق فقط، مما صعّب الوصول على الفلسطينيين.
أما بالنسبة للمساجد والمواقع الدينية الأخرى، فقد هاجم الاحتلال 20 مسجدًا في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، مع التركيز الواضح على محافظتي طولكرم وجنين، سواء بتدمير جزئي لعدد من المنشآت أو بتدنيسها بالكتابة والسخرية من الشعائر الإسلامية.
وقد لاحظ تقرير وزارة الأوقاف الإسلامية عددًا من الهجمات ضد الأماكن المقدسة والمصلين المسيحيين، حيث اعتدى أعضاء من الجماعات الدينية اليهودية المتطرفة على الحجاج المسيحيين في مدينة القدس المحتلة، وتحديدًا في حي الكنيسة الإنجيلية. كما قام هؤلاء المستوطنون بتهديدهم خلال الأعياد المسيحية، ومنعوهم من دخول كنيسة المهد وكنيسة القيامة.
كوثر.ب