بقلم : جلال محمد حسين نشوان
من حلكة الليل ينبثق نور الفجر ليرسم بأطيافه اشراقة الأمل بالمستقبل، سنابل تمضي إلى الخلود تاركة وراءها ارث علمي كبير تعتز به كل الأجيال، واليوم سنبحر في سفينة الأستاذ الدكتور جهاد توفيق عبد الهادي حمد أحد أبرز القامات العلمية الكبيرة التي حجزت لنفسها مكانا كبيرا في سجل الأحرار والشرفاء الذين كتبوا سيرتهم العطرة لتبقى فواحة بأريج رائحتها الطيبة، في العام ألف وتسعمائة وسبعة وخمسون استقبلت الدنيا جهاد توفيق حمد ، حيث كان ميلاده خير وبركة ، حتى تشرب التربية الوطنية الأصيلة التي كانت ومازالت محط اعتزاز وفخر وشرف، تتلمذ جهاد على أيدي مربين أفضل ومنهم الأستاذة الأفاضل رحمهم الله موسى توفيق حمد ومحمود المصري وسلامة العماوي، وكان تلميذا ناجحاً ومبدعاً حتى حصل على الثانوية العامة من مدرسة الفالوجا الثانوية بتفوق، و تمضي الأيام ويستقر به المطاف إلى جامعة بغداد ليعيش مع أخيه القائد الوطني الكبير الأستاذ الدكتور عبد الرحمن حمد الذي كان يعمل عميدا لكلية العلوم والتكنولوجيا في بغداد، أنهى الطالب جهاد توفيق حمد دراسته من كلية الهندسة وبعد ذلك سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليكمل تعليمه ، حتى أصبح استاذا كبيرا بإحدى الجامعات الأمريكية وظل هناك حتى أمضى عقد ونيف، عاد الدكتور جهاد حمد إلى أرض الوطن واختارته جامعة بيرزيت استاذ كبيرا وعمل بها حتى استقر بها المطاف في كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية بغزة، كان الدكتور جهاد توفيق حمد عالماً كبيرا من علماء الهندسة، وقامة وطنية شامخة عاصرت مختلف محطات النضال الفلسطينى،فلقد كان الوطن حاضراً دائماً في وعيه وضميره وسلوكه ،حتى غدا من القامات الكبيرة الذين زرعوا سنابل الحصاد وغادروا.