تُعد حماية الكبد وضمان صحته أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة العامة. فالكبد، وهو عضو أساسي مسؤول عن العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، بما في ذلك إزالة السموم والتمثيل الغذائي وتخزين المواد الغذائية، ويتطلب العناية والاهتمام ليعمل على النحو الأمثل. ولمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد نلقي الضوء على الجوانب المختلفة لصحة الكبد، بما في ذلك خيارات نمط الحياة والعادات الغذائية والتدابير الوقائية التي يمكن للأفراد اعتمادها لحماية هذا العضو الحيوي حسبما ورد في موقع سيدتي
…معلومات حول الكبد
يلعب الكبد دوراً محورياً في الحفاظ على التوازن داخل الجسم. فهو يستقلب العناصر الغذائية من الطعام، يصنّع البروتينات، يخزّن الفيتامينات والمعادن ويزيل السموم من الجسم. لا غنى عن وظائفه التي لا غنى عنها للصحة العامة، مما يجعل من الضروري حماية ودعم سلامته.
يحتفل العالم باليوم العالمي لالتهاب الكبد يوم 28 من جويلية من كل عام للتوعية بخطورة التهاب الكبد وطرق الوقاية والعلاج. خصوصاً أن أمراض الكبد تتسبّب بما يقرب من 2 مليون حالة وفاة سنوياً في جميع أنحاء العالم. مليون حالة منها بسبب مضاعفات تليّف الكبد، ومليون حالة وفاة أخرى بسبب التهاب الكبد الفيروسي وسرطان الخلايا الكبدية.
تمَّ اختيار تاريخ 28 منجيلية لأنه عيد ميلاد العالِم الحائز على جائزة نوبل الدكتور باروخ بلومبرج، الذي اكتشف فيروس التهاب الكبد بي B وطوّر اختباراً تشخيصياً ولقاحاً للفيروس.
…..التهاب الكبد.. نصائح وقائية
هناك العديد من العوامل التي تساعد في الحفاظ على الجسم من الإصابة بأمراض الكبد. ويوجد الكبد تحت القفص الصدري السفلي على الجانب الأيمن، وهو يعمل على تنظيف الدم عن طريق التخلص من المواد الكيميائية الضارّة التي ينتجها الجسم، كما يصنِّع سائلاً يُسمى الصفراء، الذي يساعد على تكسير الدهون من الطعام، إضافة إلى تخزين الجلوكوز الذي يمنح الجسم الطاقة التي يحتاج إليها. وللحافظ عليه يجب اتباع النصائح الوقائية الآتية:
…تجنُّب الإبر الملوّثة:
ينتشر التهاب الكبد B وC عن طريق الدم وسوائل الجسم، ولتقليل المخاطر يجب عدم مشاركة أدوات مثل فرشاة الأسنان أو شفرات الحلاقة أو الإبر.. ويجب المتابعة مع طبيب وإجراء فحص الدم بعد أي نوع من اختراق الجلد يتضمّن أدوات أو حقناً، مع ضرورة الحصول على رعاية طبية إذا تمّت ملامسة دم شخص آخر لأي سبب من الأسباب.
….غسل اليدين جيداً:
من المهم استخدام الصابون والماء الدافئ فوراً بعد استخدام المرحاض، وعند تغيير الحفاض وقبل تحضير الطعام أو تناوله للوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد A.
…الحصول على اللقاح:
التهاب الكبد A وB من الأمراض الفيروسية التي تصيب الكبد، والتي يجب الحصول على اللقاح للوقاية من الإصابة بها.
….طرق الحفاظ على صحة الكبد
للحفاظ على صحة الكبد، ما عليك سوى تطبيق الآتي:
الحفاظ على وزن صحي: إذا كان الشخص يعاني من السمنة أو زيادة الوزن فهو في خطر الإصابة بدهون الكبد التي يمكن أن تؤدي إلى مرض الكبد الدهني NAFLD، وهو أحد أسرع أشكال أمراض الكبد نمواً، في حين يمكن أن يلعب فقدان الوزن دوراً مهماً في المساعدة على تقليل الدهون في الكبد.اتباع نظام غذائي صحي: من الضروري اتباع نظام غذائي صحي يقضي بتجنُّب الوجبات عالية السعرات الحرارية والدهون المشبّعة والكربوهيدرات المكرّرة مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض والمعكرونة العادية والسكريات، مع عدم تناول المحار النيئ أو غير المطبوخ جيداً. ويجب أن يتضمن النظام الغذائي الصحي الألياف التي يمكن الحصول عليها من الفواكه الطازجة والخضروات وخبز الحبوب الكاملة والأرز والحبوب، وتناول اللحوم أيضاً، ولكن تقليل كمية اللحوم الحمراء والتركيز على الأسماك، وتناول منتجات الألبان مثل الحليب قليل الدسم وكميات قليلة من الجبن، وتناول أطعمة تحتوي على الدهون الجيدة الأحادية والمتعددة غير المشبّعة مثل الزيوت النباتية والمكسرات والبذور، مع الحرص على شرب الكثير من الماء.ممارسة الرياضة بانتظام: عندممارسة الرياضة بانتظام، سوف يتم حرق الدهون الثلاثية للحصول على الطاقة؛ ما يقلل أيضاً من دهون الكبد.
غسل الثمار والابتعاد عن السموم: المبيدات الحشرية والسموم الأخرى يمكن أن تلحق الضرر بالكبد؛ لذلك يجب الاهتمام جيداً بغسل الثمار بالماء الجاري والخل لعدة دقائق قبل تناولها، مع الحدّ من الاتصال المباشر بالسموم الناتجة عن منتجات التنظيف والمواد الكيميائية؛ إذ تحتوي بعض منتجات التنظيف والمبيدات الحشرية على مواد كيميائية يمكن أن تلحق الضرر بالكبد.
اتباع التعليمات المدوَّنة على جميع الأدوية: عندما يتم تناول الأدوية بشكل غير صحيح، مثل تناول الكثير منها أو تناول النوع الخطأ أو خلط الأدوية، قد يتضرّر الكبد؛ لذلك يجب مراجعة الطبيب والاستشارة قبل تناول أي أدوية أو مكمّلات أو علاجات طبيعية أو عشبية يتم استخدامها دون وصفة طبية.
….العوامل المؤثرة على صحة الكبد
هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر على صحة الكبد هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر على صحة الكبد، سواءً بشكل إيجابي أو سلبي. إن فهم هذه العوامل أمر بالغ الأهمية لتنفيذ تدابير وقائية فعّالة:
1-….النظام الغذائي والتغذية:
النظام الغذائي المتوازن الغني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، والدهون الصحية يدعم صحة الكبد. الحدّ من استهلاك الأطعمة المصنّعة والسكريات والدهون المشبّعة يساعد على الوقاية من أمراض الكبد الدهنية ويعزز وظائف الكبد.
2-….الأدوية والمكمّلات الغذائية:
يمكن لبعض الأدوية، خاصةً عند تناولها بإفراط أو بدون إشراف طبي، أن تضرّ الكبد.استخدام المكملات العشبية والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية بحذر لتجنّب السميّة الكبدية.
3-….التهاب الكبد الفيروسي:
يمكن أن تؤدي العدوى الفيروسية مثل التهاب الكبد B و C إلى التهاب الكبد المزمن وتلفه.التطعيم والممارسات الآمنة (مثل تجنّب مشاركة الإبر) ضرورية للوقاية من التهاب الكبد الفيروسي.
4-…السمنة ومتلازمة الأيض:
تساهم السمنة ومتلازمة الأيض في الإصابة بمرض الكبد الدهني (NAFLD)، وهو مرض كبدي منتشر.الحفاظ على وزن صحي من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة يقلل من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني.
….استراتيجيات للحفاظ على صحة الكبد
1- اتباع نظام غذائي صحي:
النظام المغذي هو أساس صحة الكبد. يمكن أن يؤدي اتباع الممارسات الغذائية التالية إلى تعزيز وظيفة الكبد المثلى.
تناول الكثير من الفواكه والخضروات: تساعد الفواكه والخضراوات الغنية بمضادات الأكسدة والألياف في إزالة السموم وتقليل التهاب الكبد.اختيار الحبوب الكاملة: توفر الحبوب الكاملة مثل الأرز البني والشوفان، الألياف والعناصر الغذائية الأساسية التي تدعم صحة الكبد.تناول البروتينات الخالية من الدهون؛ مثل الدواجن والأسماك والبقوليات والتوقف عن اللحوم الحمراء التي يمكن أن تجهد الكبد.
تناول الدهون الصحية: تدعم الدهون غير المشبعة من مصادر مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات وظائف الكبد وتقلل من الالتهابات.
2- ….الحفاظ على وزن صحي:
تساهم السمنة والوزن الزائد في الإصابة بأمراض الكبد الدهنية ومتلازمة الأيض، لذا يجب اتباع عادات صحية مثل:
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: يساعد النشاط البدني في الحفاظ على وزن صحي ويقلل من دهون الكبد.التحكّم في الحصة الغذائية: تناول حصص معتدلة يمنع الإفراط في تناول السعرات الحرارية.مراقبة نسبة الدهون في الجسم: يساعد تتبع نسبة الدهون في الجسم في إدارة الصحة العامة ووظائف الكبد.
3- ….ممارسة العلاقة الحميمة الآمنة والنظافة الصحية:
يمكن أن ينتشر التهاب الكبد الفيروسي، وخاصة التهاب الكبد B و C، من خلال ممارسة العلاقة الحميمة غير الآمنة والإبر الملوثة. تعتبر ممارسة العلاقة الحميمة وتجنّب مشاركة الإبر من التدابير الوقائية الأساسية.
4-….تجنّب المواد السامّة:
الحدّ من التعرّض للسموم البيئية: يمكن أن تضرّ المواد الكيميائية والملوثات بالكبد. يجب التقليل من التعرّض لها قدر الإمكان.
استخدام الأدوية بحكمة: يجب اتباع الجرعات الموصوفة وتجنّب الجمع بين الأدوية دون استشارة طبيب.
5- …الفحوص الطبية المنتظمة:
يمكن أن تكشف الفحوص الطبية الروتينية عن العلامات المبكرة لأمراض الكبد وتسمح بالتدخل في الوقت المناسب. تُعد فحوص الدم وفحوص التصوير واختبارات وظائف الكبد مفيدة في تقييم صحة الكبد.
……أعراض التهاب الكبد الفيروسي
يُعد اصفرار الجلد والعينين «اليرقان»، والبول الداكن، والغثيان والقيء من أكثر أعراض الإصابة بجميع أنواع التهابات الكبد شيوعًا، وفي بعض الحالات يشفى المريض بدون مضاعفات أو تدخل طبي، بينما في بعض الحالات قد يتطور ليصبح مرضًا مزمنًا، فيصل إلى تليف أو سرطان في الكبد. أما بخصوص طرق انتقالها، فينتقل التهاب الكبد أ عن طريق تناول الطعام والماء الملوثين، في حين التهاب ب ينتقل عن طريق الأم إلى الطفل أثناء الولادة والوضع، ومن خلال ملامسة دم شخص مصاب بالعدوى أو سوائل جسمه الأخرى أثناء ممارسة الجنس مع شريك مصاب بالعدوى، والحقن غير المأمونة أو التعرض لأدوات حادة.أما التهاب الكبد ج ينتقل عن طريق الدم أو الممارسة الجنسية، أما طرق العلاج، فتتوفر علاجات واعده خصوصا لالتهاب الكبد ج حيث يصل نسبه الشفاء منه إلى اكثر من 95%، ويمكن الوقاية من بعض أنواع التهاب الكبد عن طريق التطعيم.وقد خلصت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية إلى أنه يمكن منع 4,5 ملايين حالة وفاة مبكرة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بحلول عام 2030 من خلال التطعيم والاختبارات التشخيصية والأدوية وحملات التثقيف.
…..خطورة التهاب الكبد الفيروسي
يحذر المختصين من خطورة التهاب الكبد الفيروسي ”ج“، و أوضحوا أنه يعد من أخطر الأمراض المعدية، حيث يمكن أن يتسبب في سرطان الكبد أو تليف الكبد إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح.
الوقاية من مرض التهاب الكبد يمكن تحقيقها بتجنب مشاركة الأدوات الملوثة، والتأكد من نظافة الأدوات في المراكز الصحية وعيادات الحجامة، وأنه يجب على الأشخاص الحرص على الذهاب إلى عيادات موثوقة والثقة في طرق التعقيم في هذه العيادات، وتجنب مشاركة الأدوات بين الأشخاص المختلفين.