الإسلام هل حرم الشذوذ الجنسي وأباح المثلية الجنسية ! ! ! ؟؟؟

0 106

وهناك من يفرق بين الممارسة الجنسية الشاذة ، وبين الشذوذ الجنسي ، كظاهرة أصطلح عليها بالمثلية الجنسية . والتي هي وكما يقولون ظاهرة معقدة ، وإحدى أوجهها الممارسة الجنسية بين رجلين . وهي حسبهم تتعدى هذا ، إلى كونها نمط حياة . يرتبط بالسلوكيات والتصرفات ، والأهواء والاهتمامات والرفقة ، وطريقة الملبس والمأكل ، والحياة بصورة عامة . وقد لا يصاحب كل هذا ممارسة جنسية ، ولكنها كلها مقدمات ، تنتهي بالممارسة الجنسية الشاذة ، ذلك أنه متى أتيحت الفرصة كان السقوط . ولعلنا سنقف على هذا الأمر ، إن نحن قرأنا مدونة : ” هل هذا الشخص جعلني أكتشف مثليتي أم أنه سببها ” . ولهذا وجب على الآباء والأمهات ، وعلى كل العائلة . ضرورة التفطن إلى أي مؤشر ، يدل أو يوحي بأية ، ميول شاذة لدى أولادهم . وتدارك الأمر قبل وقوع الكارثة ، وعندها لن يكون الخروج من وحلها سهلا .
إن الشواذ يعترضون على القول ، بأن ممارساتهم الجنسية شذوذ جنسي . ويتناسون بأن الشذوذ ، ما هو إلا الخروج عن المألوف ، بالنسبة لأي نموذج . ويمكن أن يكون الشذوذ ، شرا أو خيرا . وهذا الكلام ينطبق على ، الممارسة الجنسية بين الرجال . فهي ستبقى شذوذا ، في نظر منظومة القيم الجنسية الإسلامية ، ولا يمكن أبدا أن تتخذ موقعا ضمنها .
وليست هذه أول مرة يتم التلاعب فيها ، بالحقائق وتزويرها . فها هي فرنسا بالأمس القريب ، كانت تسمي غزوها للجزائر فتحا ، واستعمارها استيطانا ، وقتل شعبها تهدئة . لا لشيء سوى لكونها ، تمتلك القوة ، فيصبح الباطل حقا والحق باطلا . وكذلك الشواذ اليوم ، فبما أنهم يمتلكون القوة . فهذا أعطاهم على حسب زعمهم ، الحق في تسيير شؤون العالم بالوكالة . وقلب الحقائق وفق ما يرون ، فأصبح الشذوذ الجنسي مثلية جنسية . وقبل هذا تغير اسم الزانية ، لتصبح عاملة جنس .
ومهما اختلفت المصطلحات ، التي أطلقت على الشذوذ الجنسي ، فهو سيبقي شذوذا . وعملية تغيير الأسماء ، جاءت لتلميع الصورة النمطية ، التي تشير إلى كل ما هو سيء . تماما مثلما يعمل منظرو الاستعمار ، على تغيير اسمه تجميلا لصورته القبيحة ، التي انطبعت في الأذهان . فهو بالأمس تمدين وتحضير ، وهو اليوم نظام دولي جديد . , وعليه وزيادة في التمويه ، أصبح اللواط والشذوذ الجنسي , مثلية جنسية homosexualité . تماما مثلما يطلق البعض ، على الخمرة تسمية المسهرات . وكلنا يعرف أن الخمر هو الخمر ، والأمر نفسه ينطبق على الشذوذ الجنسي ، مهما تعددت تسمياته .
ولأجل أن لا نقع ضحايا ، التدليس المتعمد من قبل الشواذ . فإننا نتوجه صوب كتب التراث العربي ، وهي من ستفصل في مسألة التسميات . التي تظهر بين الفينة والأخرى ، وتخص الشذوذ الجنسي . وللشواذ أن يسمونه كما شاؤوا ، فهو عمل قوم لوط ، أو السدومية نسبة إلى سدوم ، أو المثلية الجنسية أو اللواط أو الفاحشة . وهذه كلها مسميات لفعل واحد ، أطلق عليه القرآن عبارة إتيان الرجال ، من قبل رجال آخرين . أو كما جاء في كتاب ، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ، أنه الوطء في الدبر في الأنثى أو الذكر . وهو نفس ما ذهب إليه كتاب ، شرح الخربشي على مختصر خليل الجزء الثامن . وكذلك كتاب مغني المحتاج ، إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج ، في الجزء الذي عنونه صاحبه كتاب الزنا . ويصادفنا أيضا في كتاب منتهى الإيرادات ، الجزء الخامس منه . وكتاب المهذب في فقه الإمام الشافعي ، الجزء الخاص بالحدود ، ولا شيء آخر للشواذ عند هؤلاء .
وهناك من يحاول التحايل ، بالقول بأن المثلية الجنسية ليست اللواط . وليست الشذوذ ، أو الانحراف الجنسي . وقبل أن نعقب على هذا الرأي ، علينا أن نعرج على مسألة من يفرغ شهوته بيده ، والتي يُطلق عليها تسمية العادة السرية . ولكن الموروث الإسلامي ، يسميها ” ناكح يده ” . وهنا يمكن أن يقول قائل ، بأن العادة السرية ، لا ينطبق عليها حكم ناكح يده ، وهنا تكمن المغالطة الكبرى . لأن المشكلة ليست في تسمية الظاهرة ، وإنما في أركانها . فهناك يد وهناك العضو الخاص بالرجل ، وإرادته في إفراغ شهوته بيده . إذن أركان ظاهرة ناكح يده قائمة ، في ظاهرة العادة السرية ، وسمها بعد ذلك ما شئت . وهذا هو الحال مع اللواط ، والمثلية الجنسية ، أو غير هذا من التسميات . فالمهم وجود فاعل ومفعول فيه ، لائط وملوط به ، شخص موجب وآخر سالب . مأبون يواقعه صاحبه ، أو يتبادلان الأدوار بين الفاعل والمفعول فيه . في منزل أو في حديقة ، أو في الشارع أو في الغابة . بعقد زواج أو في إطار علاقة جنسية عابرة ، فالمهم هو جوهر الممارسة ، وليس التلاعب بالتسميات .
وهناك من ينصح باستعمال عبارة ، المثلية الجنسية بدل الشذوذ الجنسي . لأن هذه الأخيرة مشبعة ، بالإيحاءات المهينة والمقللة من شأنهم . تماما كما يدعو البعض ، لتسمية الخمرة مشروبا روحيا . نقول لصاحب هذا الرأي ، الذي يبدو في قمة الإنسانية والنبل . بأنه لا أنت ولا نحن ، بأفضل من ربنا الذي وصفهم بأقبح الأوصاف . ولا بأفضل من النبي ص ، الذي لعنهم كما تلعن الشياطين . إنهم يريدون من وراء تغيير التسمية ، اضفاء شرعية على الشذوذ الجنسي . لأن إيحاءات حمولة المثلية الجنسية ، ليست كتلك التي يحملها ، لفظ الشذوذ الجنسي . فالمثلية الجنسية فارغة ، من كل معانى التجريم والإدانة ، على عكس لفظة الشذوذ الجنسي . وهذه خدعة كبرى لتمرير ، اللواط ( الشذوذ الجنسي ) بأسلوب لا يثير أية احتجاجات . لأنه يمر دون أن يلحظه أحد ، وهذه خدعة يجب الحذر منها . واستخدامنا لمصطلح الشذوذ الجنسي ، ليس للشتم والازدراء والوصم . بل لا بد من أن نقول للعليل ، بأنه عليل ليتجاوز علته بالمعالجة . وكذلك الأمر مع الشذوذ الجنسي ، الذي يتطلب هو الآخر العلاج .
نعود ونقول بأننا نتعجب ممن يدعي ، بأن الشذوذ الجنسي . الذي يسمونه مثلية جنسية ، لم يدنها الإسلام ، لأنه أدان اللواط واللواط يختلف عنها . ولكي نعرف الحقيقة علينا مناقشة، مفهوم كل منها . فالمثلية الجنسية ميل عاطفي ، وجنسي لرجل تجاه رجل آخر . وهذا الميل يؤدي إلى اشتهائه جنسيا ، وبالتالي ممارسة الجنس الشاذ معه . وعليه هل اللوطي ، من حيث الميل العاطفي والنفسي ، يختلف عن المثلي ؟ ، أم أن الفرق بينهما في الاسم . تماما كالفرق بين العادة السرية ، وناكح يده كما مر أعلاه . وهل تغيير تسمية الخمر إلى مسهرات ، يجعل الخمر لبنا وعسلا ؟ . كفانا بحق الرجولة المذبوحة لعبا ، بالمصطلحات للكذب على الناس ، في محاولة مفضوحة لاستغبائهم .
وهنا نقول بأن الشيء الملاحظ ، هو أن الغرب يفضل استخدام كلمة المثلية الجنسية ، على مصطلح الشذوذ الجنسي . لكون الأخير يحمل ، مسبقا إدانة قوية . وهو مُحَمّل ومشبع ، بكل النعوت والمعاني السلبية ، التي التصقت بظاهرة ممارسة ، الجنس بين رجلين . وبالتالي فهو مصطلح سيء السمعة ، على عكس مصطلح المثلية الجنسية . الذي لم يرتبط بعد في أذهان الناس ، بكل هذه النعوت الكريهة . ذلك أنه ظهر في فترة بدأ الغرب فيها ، ينظر للجنس الشاذ من زاوية ، تختلف عن زاوية من تقدمه . والشيء يأخذ قيمه إيجابية أم سلبية ، مما يضفي عليه الإنسان ، من قيم حقيقية أو مزيفة .
والشيء الملاحظ أنه بيومنا في الغرب ، هناك انفصال وطلاق بين اللواط Pederasty / Pédérastie . هذا اللفظ الذي ظهر في اللغة الفرنسية ، في القرن السادس عشر . بعد إعادة اكتشاف الثقافة الإغريقورومانية ، للتفريق بينه وبين الشذوذ الجنسي . على أساس أن الشذوذ الجنسي ، أو ما يسمي بالمثلية الجنسية ، والتي هي علاقة جنسية بين رجلين ناضجين . يدعي أصحابها أنها ، سلوك جنسي طبيعي ، كالعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة . في حين أن اللواط هو علاقة ، جنسية لا يشترط فيها السن . ويدخل فيها الاعتداء ، على الأطفال والماشوسيين . ولكن في عرف النظرة الدينية ، فإن كل ممارسة جنسية بين شريكين ، من نفس الجنس . هي شذوذ جنسي بغض ، النظر عن كل هذه التفصيلات , التي تريد أن ترفع الحرج عن الشواذ جنسيا . وتشويه صورة رجال الدين المسيحيين ، الذين كثيرا ما يربط بينهم ، وبين ظاهرة الاعتداء على الأطفال الصغار ، الذي هو في عرفهم الشذوذ الجنسي .
وهنا نشير إلى أن هناك من يدعي من الشواذ ، بأن الشذوذ الجنسي ليس انحرافا ، وحجتهم في هذا أن الفرد : ” يهدف من خلال الانحراف الجنسي إلى السيطرة على الآخر وأن تكون له سطوة عليه وأن يستخدمه كأداة أو غرض ليشبع رغباته الخاصة ” . وهذا الكلام جاء في منشورات ، جمعية حلم اللبنانية .ونحن هنا بحاجة إلى وقفة ، لدراسة هذه النقطة . فما هو الانحراف لغة ؟ ، وهل الشواذ لا يهدفون إلى السيطرة على الآخر ؟ . وأن تكون لهم سطوة عليه , وأن يستخدموه كأداة أو كغرض ، ليشبعوا رغباتهم الخاصة ؟ . وهم هنا يدلسون ، فالرجل الشاذ لا غاية له ، من وراء مراودة الذكور ، سوى تحويلهم إلى وسيلة ، يشبع بها شهوته الجنسية ، عن طريق اغتصابهم . أو إغوائهم أو التهديد بفضحهم ، إلا إذا رضخوا له جنسيا وامتثلوا لرغباته . أليست هذه هي حقيقة الشاذ من الرجال ، فهو يرغب في السيطرة على المفعول فيه . ويغلف فعله بورقة توت صفراء ، عنوانها الحب أو نمط وأسلوب حياة . كما نذكرهم بما جاء في كتاب ، الموسوعة النفسية الجنسية . من أن اللواط ليس متأصلا في الشخص الشاذ ، بل إن ذكورته أصابها الانحراف . نتيجة تأثيرات في الطفولة ، مما أخرجها عن مسارها الطبيعي ومسارها العادي . وهنا ما على العقلاء سوى ، ارجاعه إلى وضعه الطبيعي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار