مَن منكم يقرأ أخلاقه عليه الصّلاة والسّلام ثُمّ لا يهتز كيانه وتسيل دموعه ويذوب قلبه شوقًا إليه؟ مَن منكم يملك عواطفه أمام نُبله وكرمه وشهامته وتواضعه؟ مَن ذا الّذي يُطالع سيرته الجميلة وصفاته الجليلة وأخلاقه النّبيلة، ثمّ لا ينفجر باكيًا ويصرخ: أشهد أنّك رسول الله؟
”وإنّك لعلى خُلُق عظيم”.. يظلمونك فتصبر، يؤذونك فتغفر، يشتمونك فتحلك، يسبّونك فتعفو، يجفونك فتصفح.. يُحبّك الملك والمملوك، والصّغير والكبير، والرجل والمرأة، والغني والفقير، والقريب والبعيد، لأنّك ملكتَ القلوب بعطفك، وأسرتَ الأرواح بفضلك، وطوّقت الأعناق بكرمك.. هذبّك الوحي، وعلّمك جبريل، وهداك ربّك، وصاحبتك العناية، ورافقتك الرعاية، وحالفك التّوفيق.. البسمة على مُحَيّاك، البِشر على طلعتك، النُّور على جبينك، الحبُّ في قلبك، الجود في يدك، البركة فيك، الفوز معك..
السابق بوست
القادم بوست